Menu

أقنعة من ورق

الأسير قسام البرغوثي

الأسير قسام البرغوثي

1 / 6

لم تستطع طائرة الاستطلاع المتطورة أن تحدد أن من يتراكض في الساحة، هو طفل لم يبلغ بعد عامه التاسع، ولم تستطع أجهزة الرصد والتصوير الدقيقة التي يتفاخر بها الاحتلال الصهيوني على مستوى العالم أن ما بيد الطفل مطرقة منفوخة. أو ربما استطاعت ونجحت بإطلاق صاروخ  موجه بتر جزءا من يد الطفل ، طار الهواء منها كما طارت أحلامه، نهض عن الأرض. لم يدر أي قوة تملكته، لكنه خاف فجأة حين رأى كف يده تتحرك على الأرض، فهرب للاحتماء في سيارة مركونة على طرف الساحة، فاستطاعت أجهزة الاحتلال  وعبر معلومات أمنية واستخباراتية أن تتأكد أنه لم يتم القضاء على الهدف أو تحييده كم تدعي وسائل الإعلام العبرية، فأطلقت الطائرة صاروخها الثاني ليصيب  السيارة بشكل دقيق.

*       

ما عادت كلمات والدها كالسيف الذي يدافع عنها ويحميها، فلم يعد يسمع ما يدور. أما دموع أمها وتوسلاتها وحساسيتها المفرطة لم تؤثر في مشاعر فلذة كبدها عاطف. فبدأ يكيل الشتائم لشقيقته. صحيح أنه لم يجرؤ على ضربها ، لكنه كان يهينها ويكسر قلبها، يحطمه بسوء ظنه بها، فيخلف جروحا لا تندمل. طباع عاطف وعاداته هي مزيج من أغرب التناقضات التي يمكن أن يحتويها إنسان، فمثلا يريد أن يفرض شخصيته على وفاء ، في الوقت ذاته إنه شخصية ضعيفة أمام أقرانه. يريدها أن تلبس الحجاب نهارا ويعود سكران في الليل، الشيء الوحيد الذي كان ينهاها ولا يقدم عليه هو العمل. 

في سنتها الجامعية الثانية توفي والدها ، وبعد شهر تماما توفيت والدتها. ورثت وفاء قوة حضور والدها وطيبة أمها التي كان يجاهد والدها دوما لإخفائها. نقاء أمها وبساطتها وتفانيها في حب الناس أصبح متأصلا فيها. فقد كانت أمها مخلصة  لهموم الناس. وغير تلك القيم ورثت عن والديها محلين تجاريين وقطع أرض، والبيت الذي تنازلت وفاء عن حصتها فيه. وخلال عام واحد فقط احتال أحد أصدقائه عليه فخسر ثمن الأراضي التي باعها لافتتاح مشروعه وفر صديقه مع الأموال للخارج دون عودة. 

  حين فكر عاطف بالزواج صار شغله الشاغل أن يزوج وفاء، لا لحبه لها، بل لأنها صارت عبئا عليه. يريد أن يكون في البيت وحده، فشرط حبيبته أن تعيش في منزل وحدها، ولا يملك عاطف المال ليشتري منزلا آخر. أخذ يقترح لها عرسانا من أصدقائه. لكن فكرة الزواج لم تكن تشغل بالها، ولو كانت كذلك فانها بالتأكيد لن تتزوج من أصدقائه، فهم على شاكلته وتراه فيهم كلهم، وحين رفضت الزواج من أعز أصدقائه ثارت ثائرته وأسر لها بنواياه ولمح لها بتنازلها عن حصتها في البيت. 

2 / 6

فكرت وفاء طويلا، بكت كجدول صغير ثم قررت الرحيل حزمت أغراضها وأيقظته في صباح يوم ما، أخبرته برحيلها وبعنوان سكنها الجديد. حاول أن يبدي حزنه لكن بريق عينيه كان واضحا بسعادته، همّ أن يوصلها فرفضت. تناول هاتفه ليخبر صديقته فقالت وفاء قبل أن تغادر: "من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس، لا خير فيه لأحد"، وهي عبارة كانت أمها تكررها دائما. 

بدأت وفاء عملها ممرضة في مشفى المدينة، عرفت الناس أكثر، لامست همومهم، اقتربت من عذاباتهم وعايشت معاناتهم التي لا تنقطع. 

قرأت الكثير الكثير فكان مؤنسها االوحيد هو الكتب، ومهربها من الوحدة هو السباحة في بحر الروايات. 

امتلكت ثقافة جيدة غنية ومتنوعة لكنها حافظت على بساطتها، صادقت الجميع، أطباء، عمال نظافة، ومطبخ، وحتى المرضى. حتى الثقافة بالنسبة لها وسيلة تساعدها على فهم الناس والاقتراب من مشاكلهم واعانتهم، لا لتستعلي عليهم. زملاؤها سالم وقمر ودعاء وهشام وسارة يعرفون قربها من الناس، فما أن يواجه أحدهم اشكالا مع أهالي المرضى، أو المرضى أنفسهم حتى يستدعوها فورا. وحيث تسمع أحد زملائها يتذمر تقول له: ان هذه الوظيفة قائمة على الخدمة الانسانية، ليست وظيفة لمسميات اجتماعية دكتور أو غيره، وليست كذلك مصدرا للدخل، إنما قضية نختبر فيها انسانيتنا. كانت هذه المهنة حياتها، الحياة التي تشعر فيها بقيمة العطاء باعتباره سر سعادتها. 

زملاء وفاء ينتمون لتيارات فكرية وسياسية متعددة، العلماني والمتدين واليساري، ومنهم من يبتعدون عن السياسة ومناكفاتها، الاستراحة، مكان المناظرات، تستمع هي لكل الآراء، ولكنها تحافظ على هدوئها، كانت على قناعة بأن معظم الأحزاب السياسية في برامجها تقدم للناس وتسعى للتحرر، لكن ما يهمها قرب الأحزاب من الناس على الأرض لا ما يُكتَب على الورق. المهم أن يمارس أبناء الأحزاب قناعاتهم في خدمة الناس، لا أن يعادوهم ويقسّموهم، لا أن تبقى برامجهم على الورق أو شعارات رنانة. أما شروق فعاملة نظافة طيبة القلب، تذكرها دوما بأنها تعمل في المستشفى منذ 25 عاما، تعرفت وفاء عليها لأول مرة حين كانت تدهن المراهم على قدم طفل أصيب بحروق صعبة. فذاب لحم أصابعها وأصبحت كأنها كتلة واحدة، لم يتوقف الطفل عن البكاء والصراخ الحاد. لم تهدئ المراهم آلامه، فراحت وفاء تبكي، انتهت شروق من ترتيب السرير المجاور وأمسكت وفاء من يدها وقالت لها: سيبكي الى أن ينام، أعرف هذا الوضع جيدا، لم تستطيعي تقديم أكثر مما قدمتِ، إن الآلام التي يخلفها الشعور بالعجز أسوأ ألف مرة من آلام الحروق. 

3 / 6

بعد أشهر تبين أن شروق تعاني من مرض السرطان فعملها لسنوات في قسم الأشعة عرضها للاشعاعات لوقت طويل، ساءت حالتها، لكنها آثرت البقاء في المنزل، حاولوا اقناعها بأن تبدأ العلاج الكيماوي، فرفضت بحزم، فقد رأت معاناة مرضى السرطان النتائج المرعبة التي يصلون اليها، أو هكذا قد اعتقدت وفاء. 

لم يكن المرض قد تمكن كليا من جسد شروق فقد كانت تتمتع ظاهريا بصحة جيدة، لكنها مهدودة من الداخل، أثر البكاء في عينيها يظهر حتى لمن لا يعرفها، لكن ابتسامتها بقيت كما هي ابتسامة دائمة، وفي لحظات شرودها تتحول الابتسامة البلهاء لتضفي على وجهها مشهدا مأساويا تتخلله كل علامات الحزن التي من الممكن أن ترى في وجه. 

ورغم علاقتها بوفاء الا أن حياتها الشخصية ظلت لغزا بالنسبة لوفاء وأصدقائها، فلم تتطرق لحياتها الخاصة في أحاديثها، ولم تكن تشتكي من شيء  لزملائها، ومع زيارة وفاء لمنزلها تبين لها أنها تعيش وحيدة، استمرت الزيارة لما يقارب الساعة ثم غادرت وفاء منزلها الصغير، لم تسألها لِمَ تعيش وحيدة، أو أين أولادها، أو أي شيء من الممكن أن يكشف عن جروح لم تندمل منذ زمن، هكذا هي وفاء. 

بعد أيام وفي ليلة باردة راحت تراقب المارة تحت أضواء الشارع، ثم يختفون خلف الضباب، وبعد أن ملّت تناولت كتابا وراحت تقرأ. قبل أن تنهي الصفحة الرابعة رن هاتفها، رقم شروق ظهر على الشاشة، ردت بسرعة لم يكن صوت شروق، الصوت بدا بعيدا عن الهاتف لشاب يوشك على البكاء، فهمت ان شروق حصل لها شيء، ارتدت معطفها وركضت بسرعة عاودت الاتصال فلم يرد أحد، ركضت غير آبهة بتعليق الشبان عليها. 

فور وصولها واجتيازها الباب، أخذت تنادي على شروق، رد عليها ذلك الصوت، تقدمت نحو الغرفة فرأتها ممددة على الأرض، أما الشاب فكان مغطى بالكامل، يبكي ويتوسل وفاء أن تفعل شيئا لشروق، أحست بأنفاسها اتصلت فورا بسيارة الاسعاف، جلبت الماء البارد وأخذت تمسح وجهها دون أن توقظها، وما أن بدأت تفتح عينيها كانت سيارة الاسعاف قد وصلت. 

حين استعادت قليلا من عافيتها جلست وفاء بجانبها على السرير، أخذت شروق بالبكاء المر، حين أصرت وفاء على معرفة الشاب المغطى، استمعت للقصة بتفاصيلها، بسنواتها المريرة، بقهرها وآلامها، راحت تبكي مثل طفلة وهي تستمع لتلك المأساة، مأساة عادل، عادل ذلك البطل الذي تم تحييده في بداية الانتفاضة، بصاروخين يفوقان  وزنه، ذلك الطفل الذي لم تبق منه الحروق سوى بضعة سنتمترات، طفل بيدين مبتورتين الا ثلاثة أصابع في يده اليمنى، وان اجتمعت معا تكون بطول اصبع طبيعي، بقدمين محترقين منتفخين بالسوائل، تمنعانها من السير، أما رأسه فمحروق أيضا، يحاول الشعر جاهدا أن يشكّل بقعا سوداء متفرقة فيه، وقد ذابت كليا أذنه اليمنى، وأبقت ثقبا صغيرا مكانها، أما اليسرى فكانت مثل ورقة شجر مريضة، ذراعاه

4 / 6

كذراعي طفل، كبر الطفل صار شابا، شبّ على الاعاقة والألم والعجز، كان شكله مرعبا، لكن عينيه ظلتا ببريق عيني طفل، لم تستطع أقوى الأسلحة إطفاءهما، تكفّل زملاء وفاء باعانته لأيام، وواظبت هي على العناية بشروق لأيام عديدة، تنام عندها أدركت فيها ذلك الكمّ من المأساة الذي استطاعت تلك الجدران أن تخفيه دون أن تتصدع ودون أن تنهار. 

أصرت شروق على العيش مع شقيقها، آثرت ذلك على الزواج، وحين تقدم لخطبتها أحد أقربائها وصار يلمح لعادل ولإمكانية ارساله لدور المعاقين أدركت أن زواجها سيبعدها عن عادل، لم تستطع أن ترى تلك الدموع تتألق في عينيه وتتركه، فرفضت الزواج كليا، المؤلم أيضا أن من تقدم لخطبتها هو أحد المناضلين أو الذي كان مناضلا من المحتمل أن يصيبه ذلك الصاروخ الذي أصاب عادل، فأفنت عمرها لخدمة شقيقها ولإسعاده دون أن يشعر أنه عالة على أحد. 

راحت وفاء تقارن بين شروق وعاطف وتتساءل مع نفسها: أي نوع من الإيثار فيك يا شروق؟ 

خلال فترة تحسنت شروق قليلا، وتعرفت فيها وفاء على عادل ، تحدثت معه طويلا، ارتاح لها وصار يحدثها عن هواجسه وأحلامه، عن معاناته ومخاوفه، عن شروق الأم وشروق الأخت وشروق الصديقة والعالم. ذات يوم وجدت أثناء ترتيبها للخزائن مجموعة من الأشرطة مع مسجل قديم، انتابها الفضول، أخذت تسترق السمع لما تحويه تلك الأشرطة، عرفت أنها لعادل، كان يسجل فيها أحلامه وطموحاته، يشكو فيها ، يتحدث فيها عن شروق، عن أصدقاء كبروا ونسوه، عن أطفال يخافونه، عن أمهات يخوفن أطفالهن به، تخيلات عن ماذا سيكون الآن لو لم يكن مصابا. أغاني الانتفاضة التي كان يحفظها قبل إصابته. أسماء أطفاله لو كان متزوجا، لو أنه استشهد ماذا سيكون حال شروق؟ كيف سيكون أبناؤها؟ وما أسماؤهم؟ والكثير الكثير من الوجع المسجل الذي اختتمته وفاء ببكاء وحرقة ربما فاقت بألمها حروق عادل. 

أخذت شروق تذوي شيئا فشيئا، الأطباء قالوا: ستعيش ربما لأشهر. فكرت وفاء كثيرا، ربما بعجزها أمام تلك المأساة، تناهشتها الأسئلة مثل ضالة، نازعتها الرغبات، أرقتها، حرمتها النوم، أضنتها إلحاحات الحياة، قيمها، مبادئها ، نزعاتها الذاتية، حاضرها ومستقبلها، لكنها حسمت ذلك الحسم، ذلك القرار الذي لم تتردد فيه، ولم تؤثر فيه كل مغريات الأرض. 

في صباح يوم أحد، على استراحة الفطور، انتهت من تناول كعكتها، شربت ما تبقى من الشاي، وقفت بثقة منتصر وقالت: 

- سأتزوج، فرح الجميع، إلا هشام، ربما كان يريدها. 

- من سعيد الحظ؟ سألت سارة. 

5 / 6

- عادل شقيق شروق. 

اندهش الجميع وبدت علامات الاستغراب على وجوههم، فأكملت: وسيكون هذا قريبا. 

بدأ نقاش الزملاء، نصائح، اعادة تفكير، محاولات ثني عن القرار، اقتراحات ... الخ. استمعت لهم حتى النهاية، سمعت من الجميع ومرت بنظراتها عليهم واحدا واحدا، أمسكت قلما وراحت تخط خطوطا مستقيمة على مجلة طبية، ثم وضعت القلم لسبب ما بين خطين خطتهما، وقالت بمشاعر غريبة وملامح أغرب، يتمازج فيهما الحسم والحزن، والثقة والاستفزاز. 

إن الإيمان الحقيقي بالقيم النبيلة، بالوطن، بالانسانية، يقاس بالتضحية، وباستعداد المرء للتضحية، فمقابل مبادئنا نضحي بأرواحنا، بحياتنا، بحريتنا، نستعد للموت في سبيل ما نؤمن به، في سبيل الانسان، أما اليوم ...، صمدت قليلا، حدقت فيهم مجددا، تناولت القلم عن الطاولة، وأردفت تكسر الصمت، وحين لا يكون الإيمان حقيقيا، فعند التضحية برفاهية الحياة فقط، وليس بالحياة نفسها، فإن أقنعة الإيمان الزائف تسقط، فينسى المؤمن أخرته، ويلتفت الى دنياه. ويهرب اليساري الكادح من أجل المجموع لمصالح الذات، فأمام المغريات تسقط القيم الزائفة، صمتت مجددا، نظرت اليهم حاول كل منهم، التشاغل بشيء يتفادى نظراتها، وقبل أن تخرج أضافت: إن تلك الحروق التي أصابت عادل وأحرقته قبل أعوام قليلة، أحرقت اليوم قيمكم الورقية، أحرقت إيمانا زائفا من ورق، قالتها ثم خرجت. 

 

أرادت أن تسعد تلك العائلة بأي ثمن، تعرف خياراتها المتعددة التي لا يمكن لأحد أن يلومها عليها، لكنها اختارت قيمها، وأهملت ذاتها في سبيل أناس لم يعرفوا منذ زمن طعم الفرح، آمنت بها وفاء، قبل أن ترحل شروق، داعبت شروق الصغيرة، ورأت الطفلة عطاء لكنها رحلت دون أن ترى مجد، رحلت شروق التي أفنت عمرها في خدمة عادل من بداية وجعه، حتى نهاية أوجاعها، رحلت بعد أن عاشت نهاية حياتها بفرح  ؟؟؟؟  دون أن ترى وجعا آخر، وكأنها حاولت أخذ أوجاع الدنيا كلها كي لا تترك وجعا لأحد. 

بدأ عادل برحلات علاجية، لم يعد أطفاله يخافون منه، غادره الحزن مثل طير هجر عشه دون عودة، وعاشت وفاء بفرح مع أطفالها، وأخذت تربي فيهم القيم، تعرّفهم على المرضى الأطفال، وأحيت الفرح في ذلك المنزل، كنست أحزانه. ذلك الفرح الذي أصبح شغلها الشاغل، - للمصادفة سار عادل خطواته الأولى بتثاقل مع ابنته عطاء التي سارت خطواتها الاولى أيضا – من اعتاد الحزن يريد أن تنتهي أي قصة عند أي لحظة فرح حتى لو كانت في بدايتها. وكأن لحظات الفرح ترى حياتنا ولا يجب أن نفرح، ولا يجب أن نكون مترفين بفرحنا، وبعد عودة عادل من احدى رحلاته العلاجية، تم اعتقاله واقتياده لمركز الشرطة ثم التحقيق

6 / 6

معه، مع تقييد يديه ورجليه وحرمانه من الزيارة، السجانون كانوا يسخرون من أنفسهم حين يقيدونه ويفلت قيدهم من يديه، يقيدون قدميه ويدفعونه من سيارة نقل الأسرى، فيقع على الأرض، ويكسر قدمه، عرض المرة الأولى على المحكمة، وتأجلت الجلسة لأسبوعين لاستكمال التحقيق، بعد أسبوعين، غادر المحامي  المحكمة، وتكرر غيابه، فهو لا يعرف عادل، ويعرف عادل بالاسم، يظنه كباقي الأسرى، وحين قدمت النيابة العسكرية لائحة الاتهام، كانت تهمة عادل إلقاء الحجارة على قوات الجيش!! 

أي حجر يستطيع إلقاءه أو حتى إمساكه؟ ثلاثة شهور ومحاكماته تتأجل، أي قاضٍ غير ذلك القاضي الذي يسمع التهم ويرى عادل، يرى يديه ثم لا يعطي خيارا بالافراج عنه، ليس القاضي غبيا بقدر ما هو قاض عسكري تابع لذات المؤسسة التي أطلقت صواريخها على جسد عادل، وفي عهد الاحتلال الجيش قاتل، والاعلام قاتل، والدين قاتل، والقانون قاتل. 

قسام البرغوثي – سجن نفحة الزائل 

23/7/2023